مرثية
لم يكن أول الميتين ، لن يكون آخرهم ، غير أننا حزناً عليه حزناً عظيماً وبكينا كثيراً حتى جفت دموعنا .
كان يجلب معه الهدايا والحلوى من المدينة ، يوزعها علينا بالتساوي.
وحين استيقظنا ، ذلك الصباح ، ووجدناه مستلقياً على سريره لايتحرك فتشنا جيوبه جيداً ، وأخرجنا قطع الحلوى منها ، وبعد أن التهمناها ، بدأنا بالنواح .
العصفور
فتح النافذة ، وأطلق العصافير كلها ، وحينما جاءت أمّه ضربته لهذا العمل الشنيع ...
استلقى على السرير، وحلم بأنه عصفور صغير ، وعندما فتح صاحبه النافذة له حلق عالياً . ثم حط على الشجرة وبدأ يغني .
جاء الصياد ، أطلق عليه النار ، فقتله .
الظّل
كانت تسير على الرصيف وحيدة ، لا ترى أحداً في الشارع سوى ظلها الذي يلاحقها .
نظرت إلى أسعار الملبوسات في المحلات المنتشرة على جانبي الطريق وتحسّرت ..
زمّت شفتيها ، وتابعت مسيرها . تطلعت إلى الوراء .. فلم تجد ظلّها .
الطفل والملك
هدم الملك المعبد ، ونظر إلى الناس بتحدّ ، ثم خطب فيهم خطبة ، نهى فيها عبادة سواه . هزّ الجميع رؤوسهم موافقين ، إلا طفل صغير كان يحمل الصليب ، ويرفعه إلى السماء .
حكاية رجل
سار الرجل على الرصيف ، بمحاذاة النهر ، بين الجموع الكثيرة ، وقت الظهيرة ، أواخر شهر نيسان الغائب ، وكان جائعاً ، لأنه مفلس ، لأنه يفكر....
العيد
كانت المدينة تحتفل ، وكان الخطباء يكبرون في الجوامع . كل الناس كانوا فرحين ، يرقصون . ويجهزون الحلويات والألبسة . وكان الحاكم يجهزّ الجيش . سراً - لحربٍ جديدة .
يسقط
وقف الرجل في المقهى وصرخ " يسقط " رددّ الجميع " يسقط " في اليوم الثاني ، وقف الرجل نفسه وصرخ " يسقط " ردّد الجميع " يسقط " في اليوم الثالث . سقط الصرصور ، الذي كان معلقاً بشبكة عنكبوت على السقف .
الحالم
بعد أن دفنوه ، وبكوا عليه كثيراً ، عادت زوجته إلى البيت ، ونامت مع الأولاد بعمق ، لقد كان يضحك بصوت عالٍ ، وكانت أحلامه صاخبة ضاحكة ، لذلك كان البيت كله لا ينام .
المطر
قال العاشق لحبيبته : المطر يبلل أرواحنا ، ويجعلنا أقرب إلى الطهر. قال الفلاح لزوجته: المطر يروي الأرض ويزيد المحصول .
قال الفقير : صلوا لربنا كي يتوقف المطر ، إنه يجعل سقف الغرفة يرشح فوق رؤوسنا بشدة .
مناضل
قال المحقق : تعترف بأنك توزع المنشورات ، وبأنك أنت الذي تكتبها وتقول بأنك رئيس خلية ودبّور فحل ، وبأن الأوراق التي وجدت مع باقي المتهمين قمت أنت بكتابتها ، ومع هذا تقول بأنك أمي ، لا تقرأ ولا تكتب .
تقليد أعمى
كان أبو مهند حكيماً . لقد مات فجأة دون مقدمات . هكذا قال المعلم لتلاميذه .. بعد يومين . قالوا بأن المعلم مات فجأة دون مقدمات .
التابوت
حين كنت صغيراً ، كنت أركض خلف الجنازات وأراقب التوابيت بدهشة . بعد أن كبرت قليلاً . قال أبي : كل الناس حين يموتون يحملون بهذه الطريقة . فصرت أخاف مراقبة التابوت .
ومرة - وقد صرت رجلاً . جاءني في الحلم تابوت يضحك .
قرار
" الراتب لا يكفي يا امرأة . الأطفال يكبرون ولا أعرف ماذا ينبغي أن نفعل " قال الرجل لزوجته ثم أردف ، قررت أن نتوقف عن الإنجاب " ثم عصر نهديها بقبضته ، حتى أختفى صوتاهما ولم يبق مسموعا غير صوت لهاثهما المحموم .
الأصدقاء
بينما كنت أجتاز النفق ، سمعت فحيحاً مخيفاً ، ورأيت قرني تنين يندفعان باتجاهي . تراجعت بسرعة وكاد قلبي أن يتوقف . استمر تراجعي وتقدمه . بعد هذا انطلق الضحك من كل مكان : ياخواف